محتويات المقالة
اليوم، لم تعد الهوية البصرية للعلامات التجارية عنصراً إضافياً يمكنها الاستغناء عنه، أو أمراً كمالياً ليس له أي تأثير على العلامة التجارية، بل على العكس تماماً ففي عالم الأعمال المتسارع اليوم أصبحت ضرورة لا غنى عنها للشركات والمؤسسات.
يمكننا القول، أن غياب الهوية البصرية يؤثر على حضورك الفاعل في سوق الأعمال، في حين أن الهوية البصرية الاحترافية والمميزة تتيح لك حضوراً رقمياً فعالاً، وتعزز من هوية العلامة التجارية الخاصة بك.
وفي هذا المقال، سنتعرّف على مفهوم الهوية البصرية، وأهم الأخطاء التي قد تقع فيها عند إعداد الهوية البصرية الخاصة بعلامتك التجارية، وسنوضح لك كيف يمكنك تجنب هذه الأخطاء.
الهوية البصرية، ما هي؟
يمكن تعريف الهوية البصرية (Visual Identity) بأنّها مجموعة السمات الفريدة التي تؤثر على هوية العلامة التجارية، ومظهرها. وتشتمل على العناصر الملموسة وغير الملموسة بما في ذلك رؤية العلامة التجارية، واسمها، وتاريخها.
وتعتبر الهوية البصرية الجانب الحيوي والمرئي من العلامة التجارية، وهي ليست فقط ما يراه العملاء، بل هي ما يشعرون به اتجاه العلامة التجارية عندما يتم ذكرها أمامهم، أو تخطر على أذهانهم .
ومن الممكن وصفها بأنّها الثيم أو العلامة التي تربط عملاء الشركة فيها، وتعبر عن هويتها، ومجالها، ومجموعة العناصر المتآلفة معاً التي تجعل العلامة التجارية مميزة في أذهان الجمهور.
ومن الضروري أن تكون جميع عناصرها منسجمة ومتآلفة فيما بينها سواء على الموقع الإلكتروني، أو مواقع التواصل الاجتماعي، أو الملف التعريفي للشركة، أو المواد المطبوعة على المنتجات التي تقدمها.
عناصر الهوية البصرية (Visual Identity)
عادة، تتكون الهوية البصرية من عدة عناصر أو أجزاء، وهي على النحو الآتي:
1- الشعار (Logo): وهو العلامة الفريدة التي تميز علامتك التجارية عن غيرها، ويمكنك الاستعانة ببرنامج Canva لإعداد العلامة التجارية الخاصة بك.
2- الألوان: وهي مجموعة الألوان التي تعكس هوية العلامة التجارية، وتميزها.
3- الخطوط: أنواط الخطوط التي تختارها في البداية وتلتزم فيها في جميع المواد التسويقية.
4- الأنماط والرسومات: وتتضمن الرموز والأشكال التي تعطي طابعاً مميزاً لعلامتك التجارية.
5- الصوت: وهنا نتحدث عن العناصر السمعية التي تختارها لعلامتك التجارية ويتم الالتزام بها في كل المواد الرقمية.
6- الصور والفيديوهات: أي نمط الصور وأسلوب الفيديوهات المستخدمة في التواصل مع الجمهور، والتي تميزك عن غيرك من العلامات التجارية.
5 أخطاء عند إعداد الهوية البصرية، وكيفية تجنبها
والآن، عزيزي القارئ! هنالك مجموعة من الأخطاء التي قد يقع بها الكثيرون عند إعداد الهوية البصرية لمشروعهم، والتي تعرّضهم للكثير من المشكلات لاحقاً، لذا انتبه من الوقوع في فخ هذه الأخطاء:
1- تقليد الهوية البصرية لعلامة تجارية أخرى
ولعل هذا الخطأ من أكثر الأخطاء كارثية، لأن نسخ أو سرقة الهوية البصرية من علامة تجارية أخرى يفقدك مصداقيتك إلى الأبد، ويهدم ثقة جمهورك المستهدف فيك وفي علامتك التجارية، ويفقد علامتك التجارية هويتها وحضورها المميز.
ففي حين أنّ بعض الشركات تلجأ إلى محاولة تقليد هوية بصرية مميزة أو ناجحة ظناً منها أنّ ذلك يعزّز حضورها، عندما يشاهد الناس هذا التشابه الكبير يفقدون الثقة، ويعود ذلك سلباً عليها ويقلل من ولاء العملاء لها.
تذكّر أنّ العلامات التجارية الناجحة تبحث عن الأصالة والتفرد والابتكار، وليس استنساخ هوية بصرية من علامات تجارية أخرى، بل تجعل هويتها البصرية تنطق بها وتتحدث عنها، وتكون انعكاساً لرؤيتها.
وإذا كنت لا تمتلك الخبرة الكافية، يفضّل أن تتواصل مع مصممين محترفين فإنشاء هوية بصرية تناسب طبيعة علامتك التجارية ومجالها، أو التواصل مع الشركات المتخصصة والتي تقدم هذه الخدمة.
اطلب خدمة تصميم الهوية البصرية لمشروعك من كنغر ديجيتال من هنا.
2- عدم وضوح هوية العلامة التجارية
قد تقع بعض الشركات في فخ التركيز على أن تكون الهوية البصرية جميلة ومميزة وتركّز على اللوجو والألوان والخطوط، لكن دون فهم عميق للهدف الأساسي وهو تعزيز حضور العلامة التجارية ويميزها عن غيرها.
في هذه الحالة، كل الجهود المبذولة تكون هباء منشوراً ولا فائدة منها، لأن الهدف الأساسي من إنشاء هوية بصرية ما يتجسد في جعلها تمثّل انعكاساً حقيقياً لجوهر العلامة التجارية، وتعبر عن مجالها، وتميزّها عن غيرها.
اجعل علامتك التجارية واضحة، وتأكد من أن عناصر الهوية البصرية متكاملة ومترابطة غير مشتتة، وأن الألوان المستخدمة والخطوط والأنماط والرموز كلها متسقة ومنسجمة، يجعل من السهل التعرف عليها وسط الحشود.
اسأل نفسك هذه الأسئلة قبل البدء في تصميم الهوية البصرية، لأنها ستساعدك في معرفة ما تريد، وتجعلك تخلق هوية بصرية شاملة ومتكاملة تنسجم مع رؤيتك:
- ما الفكرة التي أريد أن أوصلها لجمهوري؟
- ما الانطباع الذي أرغب بتركه عند الجمهور الذي سيتابعني؟
- ما الشعور الذي أود أن يشعروا به اتجاه علامتي التجاري؟
3- تصميم شعار غير واضح ومعقد
الشعار (Logo) هو العنصر الأساسي في الهوية البصرية الخاصة بالعلامة التجارية، وعليك أن توليه عناية خاصة جداً، لكن احذر أن تقع في الأخطاء التي يقع بها الكثيرون في هذه المرحلة، والتي تؤدي لنتائج عكسية.
تقع الكثير من العلامات التجارية في فخ استخدام الكثير من العناصر في شعارهم مما يجعله معقداً ويفقده رونقه ووضوحه، ويجعله غير عملي، ويفقده قابليته للتكيف ويصعب استخدامه على منصات التواصل الاجتماعي وموقع الويب.
تذكر يا عزيزي أن الشعار الجيد يتسم بالبساطة والوضوح وبسهولة تذكره، وبكونه يعبر عن العلامة التجارية بشكل مباشر دون التعقيد، ولاحظ كيف أن شعارات العلامات التجارية الناجحة تتسم ببساطتها وخلوها من التفاصيل المعقدة.
4- عدم التناسق بين عناصر الهوية البصرية
عدم التناسق بين عناصر الهوية البصرية من الأخطاء التي عليك تجنب الوقوع بها عند إعداد الهوية البصرية الخاصة بعلامتك التجارية، كأن تكون الألوان أو الخطوط المستخدمة في عنصر معين ليست في عنصر آخر.
مثلاً، كأن تكون الألوان المستخدمة في اللوغو ليست نفسها المستخدمة في الصور أو الفيديوهات أو في الموقع الإلكتروني، أو المستخدمة في الموقع الإلكتروني ليست نفسها على منصات التواصل الاجتماعي.
هذا الاختلاف في أسلوب التصميم بين المنصات يفقد العلامة التجارية هويتها، ويجعل من الصعب التعرف عليها لاحقاً، وهذا بالطبع يعود سلباً عليك وعلى أهدافك التسويقية.
5- عدم اختيار الألوان المناسبة
تذكّر أن اختيار الألوان يجب أن يكون عن علم ودراية وليس بشكل عشوائي، لأن الألوان لها دور كبير في تحقيق أهداف تسويقية معينة ونقل أحاسيس محددة للجمهور تجعلهم يتخذون القرار فيما بعد.
احذر أن تستخدم ألواناً كثيرة تجعل الهوية البصرية فوضوية ومزدحمة وغير احترافية، وابحث جيداً في سيكولوجية الألوان وتعرّف على تأثيرها النفسي، واختر منها ما يتلاءم مع أهدافك التسويقية التي ترغب في تحقيقها.
وختاماً، تذكّز أنّ الهوية البصرية ليست مجرد لوحة فنية جميلة بل هي أداة فعالة تعزّز حضور علامتك التجارية، وتؤثر على تجربة العملاء، وتزيد من ولائهم اتجاه علامتك التجارية، وتعزز من مكانتك في سوق العمل.
اقرأ أكثر عن أساسيات بناء الهوية البصرية للشركات الناشئة.
