محتويات المقالة
في الساحة التعليمية التي تشهد نموًّا محمومًا، صار التحول الرقمي متطلبًا لا غنى عنه لمواكبة ركب التقدم المتسارع في العصر، ولا يقتصر التحول الرقمي في قطاع التعليم على استبدال الكتب الورقية بالحواسب والشاشات، بل يقوم على تحوّل شامل في نظام البيئة التعليمية بأكمله، إذ إن كل جزء من أجزاء النظام التعليمي يمكن أن يستفيد استفادة كبيرة من التحول الرقمي والتطور التكنولوجي، بطريقة توفر بيئة تعليمية متكاملة أكثر جدوى.
ماذا نعني بالتحول الرقمي في قطاع التعليم؟
هو استخدام التكنولوجيا أو التقنيات الحديثة من أجل تحسين العملية التعليمية بما يلائم تطور عصرنا وتقدمه، ويشير المفهوم إلى تكامل شامل للأدوات والتقنيات الرقمية في كل جوانب العملية التعليمية، بما يساعد في تعزيز الخبرات التعليمية، وتسهيل العملية الإدارية المتعلقة بالقطاع التعليمي، إلى جانب دوره في إعداد جيل من الطلاب قادر على مواكبة مقتضيات العصر التقني الذي يشهد تقدمًا بوتيرة متسارعة.
بدأ التوجه العالمي للتحول الرقمي في قطاع التعليم منذ تسعينيات القطاع الماضي، وظل تطوره بطيئًا في المجال حتى جاءت جائحة كورونا التي أجبرت العالم على هذا الخيار لضمان سير العملية التعليمية في كل الدول دون عرقلة.
يعد التحول الرقمي في قطاع التعليم من أهم ما يثري تجربة الطالب والمعلم وكل من له صلة في المجال، إذ يعمل على ما يأتي:
1- إمكانية الوصول
يمكن للتحول الرقمي في قطاع التعليم سد الفجوة في إمكانية الوصول إلى التعليم لكل الفئات، من خلال توفير منصات التعلم عبر الإنترنت والمكتبات الرقمية والموارد التعليمية التي يمكن للطلاب الوصول إليها بغض النظر عن الحواجز الجغرافية والمادية والاجتماعية، ما يضمن حصول الأفراد في المناطق النائية والمحرومة على التعليم
.
2- تنمية وتعزيز التجربة التعليمية
توفر الأدوات والتقنيات الرقمية تجارب تعليمية تفاعلية وجذابة تلبي أنماط التعلم المتنوعة، وتساعد منصات ومسارات التعلم المتعددة وآليات استخدام التحول الرقمي في التجربة التعليمية على تخصيص التعليم وفقًا لاحتياجات الأفراد، الأمر الذي يعزز جودة نتائج التعليم.
3- الرصد والتقييم
تسهل تقنيات التحول الرقمي عملية جمع البيانات وتحليلها ورصد مؤشرات تطور أو تراجع العملية التعليمية، مما يسمح لصناع السياسات بتتبع مسارات وأساليب التقدم وتحديد مجالات التحسين، واتخاذ قرارات تستند إلى البيانات المرصودة وتساهم في تطوير العملية التعليمية.
4- المرونة
توفر تجربة التحول الرقمي في قطاع التعليم ميزة المرونة فيما يتعلق بالجغرافيا والزمان، إذ يستطيع الطالب من خلال الوصول إلى المواد والحصص التعليمية بالوقت والمكان والسرعة التي يريدها ويحددها هو -في بعض الأحيان-، وتمتد هذه المرونة للمعلمين والعاملين في المجال الإداري المتعلق بالعملية التعليمية،
5- تعزيز جاذبية العملية التعليمية
تساعد التقنيات الرقمية المستخدمة في التعليم على زيادة التفاعلية بين الطالب ومادته وتعزيز انتباهه لها، من خلال الابتعاد عن ملل المحاضرات والحصص التقليدية، فالصور والمقاطع المصورة والمنصات الرقمية المستخدمة تثري رحلة الطالب التعليمية، وتلبي أنماط التعلم التي يميل إليها.
ما محددات قياس التحول الرقمي في المجال؟
لا يوجد محدد أو معيار ثابت وواضح يمكن من خلاله تحديد الإجراءات الواجب اتباعها، أو التقنيات الواجب استخدامها، حتى نقول إن النظام التعليمي في مؤسسة ما هو نظام يقوم بالفعل على التحول الرقمي، فمصطلح التحول الرقمي مصطلح فضفاض يحتمل الكثير من الخيارات والإجراءات والأدوات، بدءًا من استخدام الحاسوب في الفصل المدرسي، وصولًا إلى الاستغناء التام عن الكتاب والتواصل الواقعي بين أعضاء العملية التعليم (طلبة ومعلمين وإداريين).